أنهار ألاسكا تتحول للون البرتقالي.. ما السبب؟

رصدت دراسة حديثة ظاهرة مثيرة للقلق في ولاية ألاسكا، وهي تحول العشرات من أنهار الولاية إلى اللون البرتقالي الأشبه بلون الصدأ، لتتجه أصابع الاتهام إلى التغير المناخي كسبب رئيسي وراء تلك الظاهرة غير المألوفة.

مايو 23, 2024 - 04:45
 0  9
أنهار ألاسكا تتحول للون البرتقالي.. ما السبب؟
رصدت دراسة حديثة ظاهرة مثيرة للقلق في ولاية ألاسكا، وهي تحول العشرات من أنهار الولاية إلى اللون البرتقالي الأشبه بلون الصدأ، لتتجه أصابع الاتهام إلى التغير المناخي كسبب رئيسي وراء تلك الظاهرة غير المألوفة.

من المعروف أن المنطقة القطبية الشمالية هي أسرع المناطق في العالم من حيث وتيرة الاحترار العالمي، ما يؤدي لسرعة ذوبان طبقات الجليد أسفل سطح الأرض. ونتيجة لذلك، تبدأ المعادن التي ظلت حبيسة تلك الطبقات لسنوات طويلة في الظهور على السطح.

فذوبان الطبقة السطحية يعرض المعادن للأكسجين المتواجد في الهواء، ما يؤدي لزيادة حموضة المياه وتحلل المعادن الموجودة بتلك المنطقة، ومن بينها الزنك والنحاس والكادميوم والحديد. ويُعد الحديد العنصر الأبرز الذي يمنح المياه هذا اللون الذي يشبه الصدأ والذي يمكن رؤيته بوضوح في صور الأقمار الصناعية.

خطر على مياه الشرب والأسماك

وحذر مؤلف الدراسة بريت بولين -الأستاذ المساعد بقسم التسمم البيئي بجامعة كاليفورنيا- من أن هذه الظاهرة تدق ناقوس الخطر بشأن سلامة مياه الشرب والأسماك في المنطقة القطبية الشمالية، لافتاً إلى أن اختلاط تلك المياه بالأنهار الأخرى يزيد احتمالات توسع نطاق الظاهرة، وبالتالي زيادة المخاطر على الحياة البحرية والصحة العامة.

وبدأ رصد الظاهرة في عام 2018 عندما لاحظ الباحثون تحول المياه إلى اللون البرتقالي الفاتح في عدد من الأنهار والجداول المائية الواقعة شمال ألاسكا، وذلك على النقيض من اللون الشفاف الكريستالي الذي تم رصده في المناطق ذاتها في العام السابق.

وفي غضون عام واحد فقط، خسر أحد روافد نهر أكيليك في متنزه وادي كوبوك الوطني نوعين من الأسماك المحلية وهما: دوللي فاردن وسكالبين. وفي هذا السياق، قال بولين «عندما تحول النهر إلى اللون البرتقالي، شهدنا انكماشاً ملحوظاً في مستوى الكائنات اللافقارية الكبيرة وطبقة الأغشية الحيوية في قاع النهر، التي تعد أساس السلسلة الغذائية». وعلى الرغم من أن ظاهرة الصدأ البرتقالي هي ظاهرة موسمية تحدث عادة خلال شهري يوليو تموز وأغسطس آب، فإن الباحثين يسعون لفهم التأثيرات طويلة المدى لتغير التركيب الكيميائي للمياه (كيمياء المياه) في مناطق القطب الشمالي مثل ألاسكا وكندا وروسيا، خاصة أن تلك المناطق تشهد زيادة في درجات الحرارة بوتيرة أسرع بنحو ثلاثة أمثال مقارنة ببقية الكوكب.